من منا لم يقع في خطأ في أثناء العمل أو في علاقته بالآخرين؟ لاشك أن كل إنسان معرض للخطأ، وإذا كنا نعرف ذلك جيدا إلا أننا لا نتقبله بنفس السهولة ويقول العلماء إن الإنسان القوي هو الذي يعترف بخطئه ويعتذر عنه إذا ما كان في حق شخص آخر.
فالإعتذار هو إعتراف بالخطأ ودليل علي قوة الشخصية التي تقدر أن الوقوع فيه لايعني أن الشخص سييء أو أنه فاشل بل هو إفصاح عن سوء الإختيار أو إخفاق في إختيار التصرف السليم.
والاعتذار في هذه الحالة يكسبك إحترام الآخرين ويشجعهم علي التسامح.
أما الإحساس بالخطأ في حق نفسك فهو يحتاج الي محاسبة الذات وهنا أيضا يؤكد خبراء النفس أنه من الجيد الاعتراف بسوء التصرف ولكن هذا ليس معناه جلد الذات والحكم علي النفس بالفشل وعدم القدرة علي النجاح.. بل عليك أن تعرف أن الشخص يتعلم من الأخطاء أكثر من إستفادته من التصرفات السليمة لأنه يكتشف نقاط ضعفه التي لابد أن يتعامل معها للتغلب عليها.. والمهم هو مراجعة النفس للتعرف علي أسباب الوقوع في الخطأ لتكون قادرا علي معالجتها.. وتأكد أنك لست أول ولا آخر من يسيء التصرف لأنها من الصفات البشرية التي لايخلو منها إنسان مهما يدعي القوة والحكمة.
فلا تعطي الخطأ أكبر من حجمه ولاتستسلم لإحساس الإحباط وهذا ليس معناه الإستهانة به وإنما فقط قبول ماحدث ومحاولة تفاديه مستقبلا.. وهذا هو التوازن المطلوب في التعامل مع نفسك ومع الآخرين.
وكما قال سيد البشر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «كل ابن آدم خْطاء وخير الخطائين التوابون».
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.